كما أنتم عدوُّ لهم.
(آمَنْتُ بِكُم)
آمنت بكم قلباً ولساناً ، وفي عالم الذّر يوم دعانا الله عزّ وجلّ بالاقرار بولايتكم وفي هذا العالم.
(وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوّلَكُمْ)
أي أتولى وأعتقد بآخركم وهو الإمام المهدي (١) «عجّل الله تعالى فرجه الشّريف» بنحو ما كنت أتولّى أوّلكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أو أتولى كلّ واحد منكم بنحو ما كنت أتولى به أوّلكم ، فإنّ كلّ واحدٍ منهم عليهمالسلام آخر بالنّسبة الى سابقه.
(وَبَرَئتُ الى الله عزّ وجلّ مِن أعْدَائِكُم)
أي برئت من الضّالين والنّاصبين الجاحدين والمعاندين من أعدائكم.
(وَمِن الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ)
ومن كلّ معبود باطل وكافر ومتجاوز ، أو من الاصنام والسّحرة ، أو الكهنة والشّياطين ، وكلّ رأس ضلالة وكلّ ما عبد من دون الله تعالى أو من فلان وفلان ،
__________________
(١) وما ذهب اليه العامّة من أنّه يراد من القائم هو عيسى بن مريم عليهماالسلام كما نقله ابن حجر في الصواعق ونقلوا عليه روايات وفسروا قوله تعالى : (إِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) وان ضمير به وموته يعودان الى عيسى عليهالسلام وأنه المنتظر ولان الله تعالى يقول : (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ) وقال تعالى : (بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ) أو المهدي العباسي من خلفاء بني العباس ، والحقّ كما دلّت الآيات والروايات المستفيضة وما ورد عن الفريقين واجماع أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم أنّ القائم هو الامام محمّد بن الحسن العسكري «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وأن الله تعالى بدقرته وحكمته قد أطال عمره الشريف كما أطال عمر الخضر عليهالسلام.