«الفرق بين الرّسول والنّبي والإمام ، أنّ الرّسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه بالوحي ، وربّما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليهالسلام ، والنّبي ربّما سمع الكلام وربّما رأى الشخص ولم يسمع ، والإمام الذي يسمع الكلام ولا يرى الشّخص» (١).
(وَمَوْضِعَ الرِّسَالَةِ)
يقال موضع الرسالة لمن كان مخزن علوم ومعارف جميع أنبياء الله وموضع أسرار رسل الله عليهمالسلام. أو معناه القوم الذين جعفل الله عزّ وجلّ الرّسالة منهم ولكن المعنى الأوّل أظهر. لأنّه ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال :
«كنت إذا دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله أختلى بي وأقام عني نساءه فلا يبقي عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم يقم عنّي فاطمة ولا أحداً من بنييّ» (٢).
يعني لم يقم عنّي فاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
(وَمُخْتَلَفَ المَلائِكَةِ)
موضع تردد الملائكة ونزولهم وعروجهم ، أمّا لأكتساب العلوم الالهية والمعارف الرّبانية ، والاسرار الملكوتية من مقامهم السّامي وشأنهم العظيم ، لانّهم أعلم وأفضل من الملائكة ، كما يدل على هذا العقل والنقل. ورد في الحديث الشّريف
__________________
(١) أصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٧٦ ، الاختصاص : ص ٣٢٨. وراجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ٧٤ و ٧٥.
(٢) أصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٦٤ ، ح ١ باب : «اختلاف الحديث».