كما ورد في حديث الإمام الباقر عليهالسلام (١).
(وَالشَّيَاطِين)
سواء كانوا من شياطين الانس أو الجن ، أو المراد من الشياطين سائر خلفاء الجور والسلاطين (٢).
(وَحِزْبِهِم)
أي أتباعهم الذين حاربوا أمير المؤمنين عليهالسلام وحملوا قومهم على رقاب الناس
__________________
(١) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٥٤ الى ٣٩٠ ، وكنز الفوائد : ص ٢٧٧ ، فإنّ أئمّتنا الأبرار عليهمالسلام أمرونا أن نبتعد عن كلّ وليجة دونهم واعتبروه طاغوتاً. فقال الامام الباقر عليهالسلام ، «إيّاكم الولائج فإن كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت أو قال ند». راجع تفسير نور الثقلين : ج ٢ ، ص ١٩١ ، ح ٧٠. وبهذا المعنى عنه عليهالسلام في بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٥٩ ، ح ١٦ ، عن غيبة النعماني : ص ٦٤ ، كنز الفوائد : ٢٧٨.
وكذلك ورد عن بريدة العجلي ، قال : سألت أبا جعفر محمّداً الباقر عليهالسلام عن قوله عزّ وجلّ : (أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) فكان جوابه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا) ويقولون لأئمّة الضلال والدّعاة إلى النّار : هؤلاء أهدى من آل محمّد سبيلاً : (أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ)؟ يعني الإمامة والخلافة (فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ) قال : ونحن المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون خلقه (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) يقول : جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمّة ، فكيف يقرّون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمّد؟ (فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) وذكره العلّامة الطّبرسي رحمه الله في تفسيره مجمع البيان ج ٢ ، ص ٦٤.
(٢) وهم بني أمية ومن سار على نهجهم من الاولين والآخرين الذين حملوا راية العداء لآل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهم الشّجرة الملعونة في كتاب الله عزّ وجلّ : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) وقد ورد عن عائشة أنّها قالت لمروان : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لأبيك وجدّك ـ أبي العاص بن اُميّة ـ : «إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن» الدّر المنثور : للسيوطي ، ج ٤ ، ص ١٩١ ، واليرة الحلبية : جج ، ص ٣٣٧ ، والآلوسي في تفسيرة : ج ١٥ ، ص ١١٧ ، والقرطبي في تفسيره : ج ١٠ ، ص ٢٨٦ ، وغيرهم.
وقال أبو ذر الغفاري : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إذا بلغت بنو أميّة أربعين ، اتّخذوا عباد الله خولاً ، ومال الله نِحلاً ، وكتاب الله دغلاً» أخرجه الحاكم في المستدرك : ج ٤ ، ص ٤٧٩ طـ دار الفكر بيروت لبنان.
نعم هؤلاء الذين طردهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مدينته وآواهم بعده من كان مخالفاً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى في حياته من طردهم ، ثمّ تولى إمرة ظلماً وعدوناً بمؤامرة من عبد الرحمن بن عوف وغيره ، وكان عاقبة أمرهم أن حمل بني اُميّة وبني العاص وبني أبي معيط على رقاب الاُمّة فاتخذوا دين الله دغلاً ، وعباد الله خولاً ، ومال الله دولاً ، وخرج ابن عوف من الدنيا بأوزار المسلمين نادماً متأوهاً على ما جنت يداه في حق الاُمة.