(الشَّاكِّينَ فِيْكُمْ وَالمُنْحَرِفِيْنَ عَنْكُمْ)
أي الذين يشكّون في إمامتكم وأنكم حجج الله ، والمنحرفون العادلون عن إمامتكم من بعد ما تبين لهم الهدى إلى غيركم من أعداء الدين ومردة المنافقين.
(وَمِنْ كُلِّ وَلِيْجَةٍ دُونَكُم)
يعني كلّ من دخل في أمر الخلافة والإمامة معكم من غير حقّ له بها ، والوليجة (١) في اللغة يقال لكلّ داخل في أمرٍ ليس منه ، ويقال لمن يكون في جماعة وهو ليس منهم.
والمراد منه إنّي لا أعتقد بإمامة غيركم ، ولا أعتمد في اُمور الدّين وسائر الاُمور للآخرين ، وأبرأ من كلّ من اُدخل معكم في زمرتكم في أمر الخلافة والامامة من غير حقّ وفي نفس الوقت هو ليس منكم.
وهذه الفقرة المباركة إشارة الى أن المؤمنين في الآية الشّريفة وهم الائمّة
__________________
وحاربوا أمير المؤمنين عليهالسلام وقتلوا الشيعة المتقين رحمة الله عليهم واجبة ، والبراءة ممن نفى الاخيار وشردهم وآواى الطرداء واللعنا وو ...» عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ، ص ١٢٧.
وورد عن أبي سعيد الخدري ، قال : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قلنا : يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم «مع علي بن أبي طالب». كفاية الطالب : للكنجي ، ص ٧٢ ، وابن كثير في تاريخه : ج ٧ ، ص ٣٠٥.
وانظر الى ما يقوله عبد الله بن بديل يوم صفين : «إنّ معاوية إدّعى ما ليس له ، ونازع الأمر أهله ومن ليس مثله ، وجادل بالباطل ليدحض به الحقّ ، وصال عليكم بالاعراب والاحزاب ، وزيّن لهم الضلالة ، وزرع في قلوبهم الفتنة ، ولبس عليهم الأمر ، وزادهم رجساً إلى رجسهم ، وأنتم والله على نور من ربّكم وبرهان مبين إلى ... أن قال : قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الأمر أهله ، وقد قاتلتهم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله ما هم في هذه بأزكى ولا أنقى ولا أبرّ ، قوموا إلى عدوّ الله وعدوّكم رحمكم الله» الغدير للعلّامة الاميني رحمه الله ، ج ١٠ ، ص ١٦٣ ، تاريخ الطبري : ج ٦ ، ص ٩ ، كتاب صفين : ص ٢٦٣ ، الاستيعاب في ترجمة عبد الله بن بديل ، شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، ج ١ ، ص ٤٨٣ ، جمهرة الخطب : ج ١ ، ص ١٧٦.
(١) وقال العلّامة الطبرسي رحمه الله ، والوليجة الدخيلة في القوم مَن ليس منهم ، والبطانة مثله وليجة الرجل من يختص بدخلة أمره دون الناس الواحد والجمع فيه سواء وكلّ شيء دخل في شيء ليس معه فهو وليجة. تفسير البيان : ج ٣ ، ص ١٢.