الهداة عليهمالسلام (١) لقوله تعالى : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) (٢).
كما ورد في الاخبار (٣).
(وَمِنْ كُلّ مُطَاعٍ سِوَاكُم وَمِنْ الائِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إلَى النَّارِ)
إشارة الى قوله تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) (٤).
أي إلى الاعتقادات الباطلة والأعمال الكاسدة الموصلة إلى نار جهنم وعذاب محتّم ، لأنّ هؤلاء اتخذوا الههم أهواءهم ويحكمون بما يوافق أغراضهم وشهوات أنفسهم وعلى مقتضى حوائجهم (٥).
(فَثَبَّتَنِي اللهُ أبَدَاً مَا حَيَيْتُ عَلَى مُوَالاتِكُم وَمَحَقَّتِكُم وَدِينْكُم)
وهذه الفقرة جملة دعائية ، يعني ثبتني الله على موالاتكم ومحبّتكم ودينكم مدّة حياتي (٦).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ج ٢ ، ص ١٩٢.
(٢) التّوبة : ١٦.
(٣) فراجع كتاب اصول الكافي ، وتفسير القمي ، وكتاب الخصال ، وروضة الكافي ، وغيرها من الكتب والتفاسير العامّة والخاصّة ، وقد ورد عن أبي الجارود ، عن الامام الباقر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) يعني بالمؤمنين آل محمّد ، والوليجة البطانة ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٧.
(٤) القصص : ٤١.
(٥) قال الصادق عليهالسلام : إنّ الامام في كتاب الله امامان قال الله تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) لا يأمر الناس يقدّمون أمر الله تبارك وتعالى وحكم الله قبل حكمهم ، وقال (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلا ما في كتاب الله عزّ وجلّ. اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٢١ ، ص ٢١٦.
(٦) إنّ الشيطان ليأتي الرّجل من أولياء الائمّة : ليغويه ويضله عن الحقّ كما ورد في من لا يحضره الفقيه ، قال الامام الصادق عليهالسلام : إنّ الشّيطان ليأتي الرّجل من أوليائنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضلّه عمّا هو عليه ، فيأبى الله عزّ وجلّ له ذلك ، وذلك قول الله (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ).