أي في عصر دولتكم وأيّام ظهوركم وهي أيّام سلامتكم من الأعادي معززين مكرمين.
(وَيُمَكِّنُ فِي أيّامِكُم)
أي يجعل لي القدرة والتّمكين ، وذلك في أيّام ظهوركم بعد الغلبة والنصر.
(وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَدَاً بِرُؤيَتِكُم)
يفهم من هذه الفقرة المباركة أن ظهور أيّامهم ـ إن شاء الله ـ في غاية القرب كما أشار تعالى إلى نهاية قرب يوم القيامة فقال : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا) (١).
والحاصل : لا تحصل قرّة العين إلّا إذا استجيب للانسان الموالي جميع دعواته في حقّهم بأن يراهم في مقاماتهم السّاميّة التي أعطاهم الله في تحقق دولتهم الانتقام من أعدائهم ، فاذا كان كذلك حصل له كمال السّرور ونهاية الفرح وغاية قرّة العين لأنه إذا بقي من طلباته شيئاً كان عند رؤيتهم مغموماً ، اللّهم افتح لهم فتحاً يسيراً وفرج عنهم فرجاً عاجلاً قريباً حتى تقرّ أعينهم وأعين شيعتهم.
(بِابِي أنْتُم وَأمِّي وَنَفْسِي وَأهْلِي وَمَالِي)
أي أفديكم بأبي ...
(مَنْ أرَادَ اللهَ بَدَأَ بِكُم)
أي من لم يبدأ بكم ولم يتبع أقوالكم وعقائدكم فلم يرد الله تعالى ، بل أراد الشّيطان ، إذن لا يمكن الوصول إلى معارفه ومرضاته إلّا بأتباعكم وهدايتكم.
__________________
(١) المعارج : ٦ و ٧.