أصف فضيلة واحدة من فضائلكم كما هو حقّه وقد عجز العقلاء والعلماء والحكماء والبلغاء والشّعراء في هذا المقام.
روي عن الإمام الرّضا عليهالسلام في وصف الإمام فقال : «الإمام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ، أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ، ضلّت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت (١) العيون وتصاغرت العظماء وتحيّرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألبّاء ، وكلّت الشّعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضاشئله ، وأقرّت بالعجز والتّقصير ، وكيف يوصف بكلّه ، أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شيء من أمره ، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ، لا كيف وأنّى؟ وهو بحيث النّجم من يد المتناولين ، ووصف الواصفين ... الحديث» (٢).
(وَأنْتُمْ نُورُ الأخْيَارِ)
__________________
فأوجب لي ولايته عليكم |
|
رسول الله يوم غدير خمّ |
فويل ثمّ ويل ثمّ ويل |
|
لمن يلقى الإله غداً بظلمي |
رواه جمع من أعلام الاُمّة : العلّامة الاميني رحمه الله ، في الغدير : ج ٢ ، ص ٢٧ ، وسبط الجوزي الحنفي ، في تذكرة الخواص ص ٦٢ ، وابن أبي الحديد : في شرح نهج البلاغة : ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، وأبو اسحاق الحموئي ، في فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٤٢٧ ، وابن كثير الشافعي ، في البداية والنهاية : ج ٨ ، ص ٨ ، وابن الصباغ المالكي ، في الفصول المهمة : ص ٣٢ و ٣٣ ، وغيرهم ...
(١) خسئت : كلت.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٠١ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٥ ، ص ١٢٠ ـ ١٢٨ ، الكمال الدين : ص ٣٨٠ ـ ٣٨٣ ، معاني الاخبار : ص ٣٣ ـ ٣٤. الامالي : ص ٣٩٩ ، عيون أخبار الرّضا : ص ١٢٠ الى