منها طائفة طيبة فقبلت الماء فأنبتت الكلأ (١) والعشب (٢) الكثير ، وكان منها أجادب (٣) أمسكت الماء فنفع الله بها الناس وشربوا منها ، وسقوا ووزعوا ، وأصاب طائفة اُخرى إنّما هي قيعان (٤) لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً ، فذلك مثل من فقه في دين الله ، وتفقّه ما بعثني الله به ، فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي اُرسلت به» (٥).
(وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ أنْ تَقَعَ عَلَى الأرضِ)
وذلك مع حصول أسبابه من أقوال الخلق وأفعالهم الموجبة لسقوط السموات وانشقاق الأرض في نسبة الولد والصاحبة لله عزّ وجلّ واتخاذ الالهة الباطلة وسائر الاقوال الفاسدة والاعمال الكاسدة ، كما قال تعالى :
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا) (٦).
روي العالم الجليل الشّيخ الصّدوق رحمه الله في اكمال الدين بسنده عن الإمام الرضا عليهالسلام قال الإمام :
«نحن حجج الله في أرضه وخلفائه في عباده وأمنائه على سرّه ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى ونحن شهداء الله وأعلامه في بريّته ، بنا يمسك السّموات والأرض أن تزولا وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة لا تخلو الأرض من
__________________
(١) الكلأ : نبات الارض مما ترعاه الانعام رطبة ويابسة.
(٢) العُشب : الضم ماالسكوت هو الملأ الرطب.
(٣) الاجادب : الاراضي التي لا نبت فيها.
(٤) بكسر القاف جمع القاع وهي أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والاكام ، ويأتي جمعها أيضاً قبع وقبعة بكسر القاف فيهما وعلى أقواع وأقوع.
(٥) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٨٤.
(٦) مريم : ٩٠ ـ ٩١.