(وَأشْرَقَتْ الأرْضُ بِنُورِكُم)
أي بنور وجودكم ، فانه لولاكم لما وجدت الارض وغيرها من الموجودات ، أو أشرقت قلوب أهل الأرض بنور هدايتكم ، وأفرد النّور دون أن يأتي به جمعاً ، لأنهم نور واحد ، أو اشارة الى قوله تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) (١).
فانّهم نور الله تعالى كما سبق.
(وَفَازَ الفَائِزُونَ بِوِلايَتِكُم)
أي لسبب إعتقاد طائفة من النّاس بامامتكم ومحبّتكم ومتابعتكم ، أشارت هذه الفقرة المباركة الى أن حقيقة ولايتهم كنور الشمس يبصره جماعة من الّذين هموا في الاستضاءة به ، وحرم الاكثرية الذين هم كالخفافيش فلا يستطعيون أن يروا جمال حقيقهم وواليتهم ، لأن الخفاش محروم من نور الشّمس الوهّاج.
فعليه ، من آمن بولايتكم فقد فاز وظفر بمطلوبه ومحبوبه وهو محبّتكم في الدّنيا ، وشفاعتكم في الاخرة ومنه قوله تعالى : (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (٢) أي فقد نجى ممّا كان يخاف ويحذر.
(بِكُم يُسْلَكُ إلَى الرِّضْوَانِ)
أي بهدايتكم ومتابعتكم فيما أمرتم وفيما نهيتم ، يسلك الموالين لكم طريق رضا الله تعالى الذي هو أعظم الدرجات كما قال تعالى : (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ) (٣).
__________________
(١) الزمر : ٦٩.
(٢) آل عمران : ١٨٥.
(٣) التوبة : ٧٢.