(وَأوْفَى عَهْدَكُمْ وَأصْدَقَ وَعْدَكُمْ)
هذه الفقرة المباركة عطفاً على ما سبقها ، فيكون المعنى : كم أنتم أوفياء في عهدكم وميثاقكم ، وكم أنتم صادقون في كلامكم ، الفقرة الاولى : «وأوفى عهدكم» إشارى الى قوله تعالى :
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (١).
ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «فِينا نزلت رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... فأنا والله المنتظر ما بدلت تبديلاً» (٢).
وورد في كتب تفاسير الشّيعة والسّنة عن النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والائمّة الاطهار عليهمالسلام أن المراد من الذين و «منهم من قضى ...» ، عمّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حمزة بن عبد المطلب ومن استشهد معه في غزوة احد (٣).
والفقرة الثانية «وأصدَقَ وَعدُكُم» أشارة الى الآية الشريفة في قوله تعالى : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٤).
وورد في تفسير هذه الآية أن الصّادقين هم الأئمّة عليهمالسلام (٥).
وكذلك ورد عن الإمام الرّضا عليهالسلام قال : «إنّا أهل بيت نرى ما وعدنا علينا ديناً كما صنع رسول الله» (٦).
__________________
(١) الاحزاب : ٢٣.
(٢) تفسير مجمع البيان : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ ، وتفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٢٥٩.
(٣) انظر الى مجمع البيان : للشيخ الطبرسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ ، وتفسير الكشاف : للزمخشري : ج ٣ ، ص ٥٣٢ ، وتفسير الجامع لاحكام القرآن : ج ١٤ ، ص ١٦٠ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٤ ، ص ٣٠.
(٤) التوبة : ١١٩.
(٥) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٤ ، ص ٣٠ ، باب ٣٦ ، نقلاً عن جابر بن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ...) قال : مع آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وتفسير مجمع البيان : ج ٥ ، ص ٨٠ ، وتفسير نور الثقلين : ج ٤ ، ص ٢٥٩ ، وتفاسير الشّيعة والسّنة.
(٦) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٧٥ ، ص ٩٧.