(وَوَصَيّتُكُمُ التَّقْوى)
كانت وصية الائمّة الهداة عليهمالسلام في مواعظهم وخطبهم وكلماتهم للنّاس ومن يلوذ بهم التقوى ، وكذا كانت وصيّة كل واحد منهم الى حين الوفاة لأهل بيته وذرّيته أن تقوا الله سبحانه كما نلاحظ الاخبار الواردة (١).
(وَفِعْلُكُمُ الخَيْرُ)
أي فعل الخير منحصر بكم فلا يصدر منكم الشّر أبداً (٢).
(وَعادَتُكُمُ الإحْسَانُ)
أي عادتكم الإحسان أي الى البر والفاجر والصديق والعدو (٣).
(وَسَجِتَّتُكُمُ الكَرَمُ)
أي طبيعتكم الكرم والاحسان لأنّهم عليهمالسلام أكرم الخلائق ، وقد أصبح الكرم لهم طبيعة وسجيّة ، يقول الفرزدق الشّاعر في مدح الامام السّجاد عليهالسلام.
__________________
(١) لاحظوا وصاياهم في كتاب بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ١٥ الى ج ٥٣ ، وعلى سبيل المثال وصية أمير المؤمنين عليهالسلام لابنائه وخصّ منه الامام الحسن والامام الحسين عليهماالسلام : «اُوصيكما وجميع ولدي ... بتقوى الله ونظم امركم» نهج البلاغة ، رسائله عليهالسلام ٤٧.
(٢) وفعل الشرّ من أعداءكم ولا يصدر منه الخير أبداً ، فهم وأعدائهم من أبرز مصاديق الحديث القدسي الوارد في قوله تعالى : «وأنا الله لا إله إلّا أنا خليقت الخير فطوبى لمن أجريته على يديه ، وأنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الشّر فويل لمن أجريته على يديه» فأجرى الله تعالى الخير على يد الائمّة الهداة من آل محمّد عليهمالسلام وأجرى الشّر على يد أعدائهم من بني اُمية والشّجرة الملعونة في القرآن الكريم ومعاوية وأبيه وإبنه يزيد ومروان وآل مروان وزياد وآل زياد ، ومن لعنهم النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وطردهم من المدينة ومن آواهم وسلطهم على رقاب المسلمين.
(٣) إذا نظرت الى سيرتهم : لوجدت كم لهم من إحسان الى من أساء اليهم وآذاهم هذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعفو عن أبي سفيان وأهل مكة مع إساءتهم إليه ومؤامرتتهم على قتله ، مع كل ذلك قال لهم اذهبوا أنتم الطلقاء ، وهذا أمير المؤمنين عليهالسلام يوصي بقاته أن يطعم من طعامه وأن يحسنوا معاملته ، وهكذا الامام الحسن والامام الحسين عليهماالسلام وبقيت الائمّة عليهمالسلام ، لأنّهم تخلقوا جميعاً بصفات الله عزّ وجلّ. راجع في ذلك كتب التّاريخية من العامّة والخاصّة.