(وَمَأواهُ)
أي أنتم منازل الخير ، ولا يوجد إلّا
عندكم ولا يصدر إلّا منكم.
(ومُنْتَهَاهُ)
لان كلّ خير وفضل يرجع بالآخرة إليكم ، لأنّكم
سببه ، أو أن عالم الدّنيا القائم على الخير لا ينطوي إلّا بانتهاء خيركم من
العالم ، كما مرّ الاشارة اليها في شرح الفقرة المباركة «وبكم يختم»
، أو أن الخيرات الكاملة النازلة من الله تعالى تنتهي إليكم وتنزل عليكم كما قال
الباري عزّ وجلّ في سورة القدر :
(تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) .
تنزّل الملائكة والرّوح على مولانا صاحب
الزمان «عجّل
الله تعالى فرجه الشّريف»
في ليلة القدر بكلّ أمر ويخر من قبل ربّ العالمين ، كما ورد هذا المعنى في
التفاسير عن أهل بيت العصمة عليهمالسلام
.
(بِأبي أنْتُم وأمّي
وَنَفْسِي كَيْفَ أصِفُ حُسْن ثَنَائكُمْ)
أي كيف أقدر على وصف حسنكم بأن يكون
اضافة الحسن الى الثّناء ، من باب إضافة الصّفة إلى الموصوف ، فعليه تكون الجملة
كيف أصف ثنائكم الحسن ، أو يكون المعنى كيف أصف حسن ثنائكم على الله وتمجيدكم
وتقديسكم له.
(وأحْصِي جَمِيْلَ
بَلائكُمْ)
المراد من هذه الفقرة المباركة إمّا أن
الابتلاءات والامتحانات التي ابتلاكم وأمتحنكم الله عزّ وجلّ بها قد خرجتم منها
مكرمين ، وأن الله عزّ وجلّ ابتلاكم
__________________