وقلنا في شرح الفقرات آنفة الذّكر أن
الائمّة عليهمالسلام
عند احتضار شيعتهم يأتون إليهم ويوصون قابض الارواح وملائكة العذاب بالرّفق
بشيعتهم .
(وَأنْقَذَنَا مِنْ
شَفَا جُرُفٍ الهَلكَاتِ وَمِنَ النَّارِ)
الشفا على وزن النوى ـ بالشين المعجمة
والالف المقصورة ـ بمعنى الطرف والجانب ، والجرف ـ بضم الجيم الراء ـ الموضع الذي
تجرفه السيول ، أي أكلت ما تحته ، والمراد من الهلكات هنا الكفر والظلال والفسق.
فعليه يكون المعنى : أنقذنا الله عزّ
وجلّ بكم حين كنا مشرفين على المهالك من الكفر والضّلال والفسق فهدانا بكم وخلّصنا
من تبعاتها ، (ومن النار) أي أن الخلاص من نار جهنم كان بمحبّتكم وولايتكم .
(بِأبِي أنْتُم وأُمّي
ونَفْسِي بِموالاتِكُم عَلَّمنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنَا)
أي بسبب محبتكم عليمنا الله أخباركم
وآثاركم وأقوالكم وأفعالكم ومعالم ديننا ، وكلّ ما لم يخرج من التعاليم الدينية من
بيوتكم ومن عندكم فهو باطل وعاطل ، لان الدين والكتاب نزلا في بيوتكم.
(وأصْلَحَ ما كَانَ
فَسُدَ مِنْ دُنْيَانا)
فإن معرفة اُمور الدّين التي تتعلق
بالمعاملات والمعاشرات والحكومات والحدود والدّيات التي بها ينتظم اُمور الخلق
والمجتمع وأُمور المعاش ، فضلاً عن
__________________