الرّحمة الالهية ، سواء كانت عامّة أو خاصّة تنزل على الموجودات والقوابل بسببهم وببركتهم ، حتى نزول الارزاق والامطار على الخلائق لأجلهم وتعظيماً لشأنهم كما ورد في الاخبار الشريفة ، ونحن سوف نشير إليها في فقرة «وبكم ينزل الغيث» ولعل كونهم معدن الرّحمة لأنّه لولاهم لساخت الارض بأهلها. كما ورد عن أبي حمزة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أتبقى الأرض بغير أمام؟
قال الإمام عليهالسلام : «لو بقيت الأرض بغير الإمام لساخت» (١).
يمكن أن يراد بها أنّهم مظاهر رحمة الله ، إذ رحمتهم للخلق وشفقتهم على اُمّة جدّهم سيما محبيهم وشيعتهم قد بلغت الغاية ، وتجاوزت النهاية كما ورد في الحديث ما معناه : «إنّ أعمال الشّيعة تعرض عليهم : في كل يوم جمعة وعشيتها ، فما كان من حسنة أسرَّتهم وطلبوا من الله الزّيادة وما كان من سيئة أحزنتهم واستغفروا الله عزّ وجلّ لهم» (٢).
ويمكن أن يراد بها مقام شفاعتهم في يوم القيامة ويوم الفزع الاكبر حيث ، أنّ النّاس يستفيدون من شفاعتهم ومحبّتهم ، وفي الحديث عن الامام الصّادق عليهالسلام قال : «والله ما أخاف عليكم إلّا البرزخ ، فأمّا إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم» (٣).
(وَخُزَّانَ العِلْمِ)
فعندهم خزائن العلوم الالهية (٤) وقد أحاطوا بأسرارها الرّبانية ومعارفها
__________________
(١) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٧٨.
(٢) وردت أحاديث كثير عنهم عليهمالسلام بهذا المضمون اُنظر الى اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٩ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٣٣ الى ٣٥٣ ، وتفسير نور الثّقلين : لعلي بن جمعة العروسي الحويزي رحمه الله ، ج ٥ ، ص ٢٦٣ الى ٢٦٥.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٦ ، ص ٢١٤ ، عن تفسير عليّ بن ابراهيم القمي : ص ٤٤٧ و ٤٤٩ ، وقريب من هذا المعنى في روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٦٦.
(٤) وكذلك خزان الاسرار النّبوية ، كما ورد عن محمّد بن منذر قال : كان علي إذا قال شيئاً لم يشكّ فيه ، وذلك إنّا سمعنا