(لَمَّا إستَوهَبتُم ذُنُوبي)
كلما «لمّا» يحتمل أن تكون مشددة ايجابية بمعنى إلّا ، إذن يكون المعنى اسألكم وأقسم عليكم في جميع الأحوال إلّا حال استيهاب الذّنوب عند وقت حصول المطلوب ووصول النتيجة ، ويحتمل أن تكون مخففة واللام لتأكيد القسم وما زائدة للتأكيد ، وعلى آيّ حال أن طلب استيهابهم واستغفارهم لذنوبنا من الله تعالى سبب حصول الغفران ومحو ذنوبنا في الدنيا بحضور الائمّة المعصومين عليهمالسلام ، فإنّهم صلوات الله عليهم يطلبون المغفرة للعصاة في الاخرة بشفاعتهم ، والشفاعة ذخيرة لأهل الكبائر من الناس وبها ينجو المذنبون من العذاب.
ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حياتي خير لكم ومماتي خير لكم.
قالوا : يا رسول الله وكيف ذلك؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا حياتي فإن الله عزّ وجلّ يقول : (وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) (١).
وأمّا مفارقتي إيّاكم فان أعمالكم تعرض عليَّ كلّ يوم فما كان من حسن استزدت الله لكم ، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم.
قالوا : قود رممت يا رسول الله (يعنون صرت رميماً تراباً).
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلا ، إن الله تبارك وتعالى حرم لحومنا على الارض أن تطعم شيئاً منها (٢).
وكذلك روى أبو بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن أبا الخطاب كان يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تعرض عليه اعمال أمّته كل خميس فقال أبو عبد الله عليهالسلام :
__________________
(١) الانفال : ٣٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٢١ ، تفسير الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ١٥٣.