الحقّة ، وكلّ ما ورد في الكتب السماوية من رموز حقائقها موجود عندهم ومخزون لديهم ، فصدورهم صدوق علم الله. وهم الرّاسخون في العلم ، العالمون بتأويل كتاب الله عزّ وجلّ. وقد اُوتوا فصل الخطاب ، وقد روى أبو بصير عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «نحن الرّاسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله» (١).
وعن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه لرضا عليهالسلام :
«أمّا بعد ـ فإنّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أمين الله في خلقه فلمّا قبض صلىاللهعليهوآلهوسلم كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن أمناء الله في أرضه (٢) ، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ، ومولد الاسلام (٣) ، وإنّا لنعرف الرّجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان ، وحقيقة النّفاق ، وإنَّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الاسلام غيرنا وغيرهم ، نحن النّجباء (٤) ، النُّحاة (٥) ، ونحن أفراط الانبياء (٦) ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن المخصوصون في كتاب الله عزّ وجلّ ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى الناس برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا) وقد وصّانا بما وصى به نوحاً
__________________
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «خازن سرّي بعدي علي» أمالي ابن بابويه : ص ٤٩١ ط النّجف.
(١) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٣.
(٢) أي على علومه وأحكامه ومعارفه.
(٣) لعل التّخصيص بهم لكونهم أشرف أو لكونهم في ذلك أهم وقد كان فيهم أولاد الحرام عادوا الأئمّة عليهمالسلام ونصبوا لهم الحرب وقتلوهم أو مولد الاسلام أي يعلمون كلّ من يولد هل يموت على الاسلام أو على الكفر ، وقيل موضع تولده ومحل ظهوره.
(٤) النّجباء : جمع النّجيب وهو الفاضل الكريم السّخي.
(٥) النُّجاة : بضم النون جمع ناج كهداة وهادٍ.
(٦) ونحن أفراط الانبياء ، أي أولادهم أو مقدموهم في الورود على الحوض ودخول الجنّة أو هداتهم أو الهداة الذين أخبر الانبياء بهم. قال في النهاية : الفرط بالتحريك الذي يتقدم الواردة.
وفي الحديث : «أنا فرطكم على الحوض» ومنه قيل للطفل : اللهم أجعله لنا فرطاً أي أجراً بتقدمنا حتى نرد عليه وفي القاموس : الفرط العلم المستقيم يهتدي به ، والجمع أفرط ، وأفراط.