(وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) يا محمّد (وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا وأستودعنا علمهم ، نحن ورثة أولي العزم من الرّسل (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) يا آل محمّد (وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) وكونوا على جماعةٍ (كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ) من أشرك بولاية عليّ (مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) من ولاية عليّ (إِنَّ اللَّـهَ) يا محمّد (يَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) (١) من يجيبك إلى ولاية عليّ عليهالسلام» (٢).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام :
«والله إنّي أعلم كتاب الله من أوّله إلى آخره كأنّه في كفي خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عزّ وجلّ (تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) (٣) (٤).
وعنه عليهالسلام : قال الله تعالى : (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (٥).
ففرج أبو عبد الله عليهالسلام بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال : «وعندنا والله علم الكتاب كلّه» (٦).
فائدة : عندما نتتبع الاخبار الشريفة ، ونتفحص الآثار الواردة عن أئمّة الهدى عليهمالسلام يظهر لنا مراتب علومهم العجيبة ، حيث لم يبخلوا بعلومهم على الناس سواء كانت علوم تكوينية أو علوم تشريعية ، ولكن العلماء العاملين الذين استطاعوا أن يستفيدوا من فيوضات بحار علومهم قد أصلحوا سريرتهم وطهروا
__________________
(١) الشّورى : ١٣.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤.
(٣) النّحل : ٨٩.
(٤) تفسير نور الثقلين للحويزي ، ج ٣ ، ص ٧٦ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٢٩.
(٥) النّمل : ٤٠.
(٦) تفسير نور الثقلين : ج ٤ ، ص ٨٩ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٢٩.