ومالاً كثيراً».
عندما لمس الشامي حلم الإمام عليهالسلام ورأفته وصبره وأخلاقه وكرمه ندم ممّا صدر منه ، وأدرك الحق وعلو شأن الإمام عليهالسلام.
وبكى ثم قال : أشهد أنك خليفة الله في أرضه ، والله أعلم حيث يجعل رسالته ، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ ، والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ ، وحول رحله إليه ، وكان ضيفه إلى أن إرتحل ، وصار معتقداً لمحبتهم (١).
وروي المرحوم الكليني في كتابه الشريف «الكافي» : أن الإمام الصادق عليهالسلام بعث غلاماً له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد الله عليهالسلام على أثره لما أبطأ فوجده نائماً ، فجلس عند رأسه يروحه حتى إنتبه فلمّا إنتبه قال له الصادق عليهالسلام : «يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل والنّهار ، لك الليل ولنا النّهار» (٢).
وعن معتب قال : كان الإمام موسى الكاظم عليهالسلام في حائط له يصرم (٣) فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فأتيته فأخذته وذهبت به إليه فقلت : جعلت فداك أني وجدت هذا وهذه الكارة.
فقال الإمام عليهالسلام للغلام : فلان ، قال : لبيك ،
قال عليهالسلام : أتجوع ،
قال : لا يا سيّدي.
قال الإمام عليهالسلام : فتعرى.
قال العبد : لا يا سيّدي.
قال الإمام عليهالسلام : فلأي شيء أخذت هذا؟
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجسي رحمه الله ، ج ٤٣ ، ص ٣٤٤ ، كشف الغمّة ، ج ٢ ، ص ١٣٥.
(٢) روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٨٧ ، وعنه في بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٧ ، ص ٥٦ ، مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشهوب ، ج ٢ ، ص ٣٩٥.
(٣) الصّرم : هو القطع البائن ، وصرم فلان النّخل والشّجر جزّه.