وورد في كرم الإمام الحسن عليهالسلام ، أنّه سأله رجل ، فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار (١) ، وقال له : إئت بحمّال يحمل لك ، فأتى بحمال فأعطاه طيلسانه فقال عليهالسلام : «هذا كرى الحمّال» (٢).
وورد أيضاً في كرم الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام أنّه جاءه أعرابي سائلاً فقال عليهالسلام : أعطوه ما في الخزانة ، فوجد فيها عشرون ألف دينار ، فدفعها إلى الاعرابي.
فقال الاعرابي : يا مولاي ألّا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي فأنشأ الحسن عليهالسلام :
نَحْنُ أُناسٌ نَوالُنا خَضْلُ |
|
يَرتَعُ فِيهِ الرّجاءُ والأمَلُ |
تَجُودُ قَبْلَ السُّؤالِ أنفُسُنا |
|
خَوفَاً عَلَى ماءِ وَجهِ مِنْ يَسلُ |
لَو عَلِمَ البَحْرُ فَضلَ نائِلِنا |
|
لغَاضَ مِنْ بَعْدِ فَيضِهِ خَجَلُ (٣) |
ونقل في كرم الإمام الحسين عليهالسلام أنّه جاءه رجل من الانصار يريد أن يسأله حاجة ، فقال عليهالسلام :
«يا أخا الانصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة إنّي آت فيها ما سارك ان شاء الله».
__________________
فقال علي عليهالسلام : يا بنت محمّد نوّمي الصّبية ، وأطفي المصباح ، وجعلا يمضغان بألسنتهما ، فلمّا فرغ من الاكل أتت فاطمة بسراج ، فوجدت الجفنة مملوءة من فضل الله.
فلمّا أصبح صلّى علي مع النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا سلّم من صلاته نظر إلى علي وبكى بكاءً شديداً ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أمير المؤمنين لقد عجب الرّب من فعلكم البارحة ، إقرأ : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) أي : مجاعة (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) يعني : عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وبذلك اشار الحميري رحمه الله قائلاً :
وآثر ضيفه لمّا أتاه |
|
فظلّ وأهله يتلمّظونا |
فسمّاه الإله بما أتاه |
|
من الإيثار باسم المفلحينا. |
(١) مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب رحمه الله ، ج ٤ ، ص ١٦.
(٢) مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ، ص ١٦.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه ا لله ، ج ٤٣ ، ص ٣٤١ ، نقلاً عن مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب رحمه الله ، ج ٤ ، ص ١٦.