كانوا أعداءً وبنا هداهم الله للاسلام وهو النّعمة التي لا ينقطع والله سائلهم عن حق النّعيم الذي أنعم الله عليهم وهو النّبي صلىاللهعليهوآله وعترته» (١).
(وَعَناصِرَ الأبْرَارِ)
فإنهم عليهمالسلام أصول الاخيار والطيبين ـ أو لأنّهم أصل ومنبع كل خير وطيب من مكارم الاخلاق ، ومعالي الصّفات وأصول الكرم والسّخاء والوفاء والشجاعة (٢) والمتانة والزّهد (٣) والعبادة وغيرها.
أو لانّهم أصول الأبرار لانتساب الابرار إليهم ، واهتدائهم بأنوارهم الطيبة لأن النّاس تعلموا معنى الخير والاصلاح والطيب في مدرستهم المقدّسة.
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٦٦٣ ، ح ١٥ ، عن مجمع البيان : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ج ٥ ، ص ٥٣٤ ، ورواه العياشي في تفسيره أيضاً.
(٢) وقال دعبل الخزاعي في وصف شجاعة الامام الاوّل أمير المؤمنين عليهالسلام :
أبو تراب حيدرة |
|
ذاك الإمام القسورة |
مبيد كلّ الكفرة |
|
ليس له مناضل |
مبارز ما يهب |
|
وضيغم ما يغلب |
وصادق لا يكذب |
|
وفارس محاول |
سيف النّبي الصّادق |
|
مبيد كلّ فاسق |
بمهرهفٍ ذي بارق |
|
أخلصه الصّياقل. |
(٣) كما كان الامام الاوّل أمير المؤمنين عليهالسلام وسار على نهجه الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام ، فقد روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده : ج ١ ، ص ٧٨ ، بسنده عن عبد الله بن زرير أنّه قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليهالسلام يوم الأضحى ، فقرّب إلينا حريرة فقلت : أصلحك الله لو قرّبت إلينا من هذا ال بط ـ يعني الوز ـ فإنّ الله عزّ وجلّ قد أكثر الخير.
فقال عليهالسلام : يابن زرير إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لا يحل للخليفة من مال الله إلّا قصعتان ، قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدي الناس»
والحريرة : دقيق يطبخ بابن أو دسم كما في المنجد.
أخي يا من تبحث عن رضا الله عزّ وجل ، وتبتغي التمسك بسنة النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وترجو سعادة الدّارين ، فعليك أن تتأمّل في هذه الصور الجميلة من الزهد والامانة والحرص تجاه بيت المال ، في سيرة مولانا إمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ثمّ تتأمل في سيرة الأخرين ممن سبقه أو تأخر عنه ، كيف بذلوا مال الله ومال المسلمين لنزواتهم الفاسدة ، وأغراضهم الخبيثة ، ولمن حارب الله ورسوله.
انظر في ذلك الى كتاب الغدير : للعلّامة الاميني رحمه الله ، والمقتطفات بمجلديه ، والبيان الجلي في أفضلية مولى المؤمنين علي عليهالسلام : للعلّامة ابن رويش ، ص ١١٨ ، فصل ما دلّ على أزهديته عليهالسلام ممّن سواه.