عليّ الحوض» (١).
يعلم من هاتين الرّوايتين ، أن علوم القرآن الكريم عند الأئمّة الاطهار عليهمالسلام لانّهم الامناء على الاسرار الالهية ، فأئتمنهم الرّحمن على دينه من التغيير والتبديل والاندارس لعلمه تعالى أنّهم يحفظونه (٢).
(وَسُلالَةَ النَبِيِّينَ)
الأئمّة عليهمالسلام من سلالة الانبياء العظام عليهمالسلام وذراريهم ، والسلالة تقال للشيء ينفصل من شيء آخر ، والمراد من السلالة هنا الاولاد ، لان الأبناء جزء من الآباء.
فعلى هذا ، أن الأئمّة عليهمالسلام أولاد الانبياء أمثال : النّبيّ نوح عليهالسلام والنّبيّ أبراهيم عليهالسلام والنّبيّ أسماعيل عليهالسلام فكانوا يتناقلون من الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة ، ولم يتلوث آباءهم الاطهار عليهمالسلام بالشرك أبداً. بل كانوا في جميع سلسلة مراتبهم من أهل التوحيد والايمان ، كما ورد هذا المعنى في فقرات زيارة الوارث : «أشهد أنّك كنتَ نوراً في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة لم تنجسك الجاهليةُ بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها» (٣).
__________________
(١) فرائد السمطين : للحمويني الشافعي ، ج ٢ ، ص ١٤٣ ، عبقات الانوار : ج ١ ، ص ١٣١ ، وذكر هذا الحديث في عشرات المصادر والكتب الاسلامية من العامّة والخاصّة. ورواة الحديث بلغوا عشرات الاصحاب راجع كتاب الغدير : للعلّامة الاميني رحمه الله والمراجعات : للعلّامة شرف الدين رحمه الله.
(٢) قال الشّيخ الحسائي : لعدم ما ينافي فيهم ، لأنّهم معصومون مطهّرون من الرّجس فلا يظلمون بتضييع الامانة لشهوة أو تكبّر أو حسدٍ أو غير ذلك من الذّمائم النّفسانية ، ولا يجري عليهم السّهو والنّسيان وو ...
أقول : والعكس جائز في حقّ غيرهم من الذين تولوا اُمور المسلمين ظلماً وعتواً ... وكانت نتيجتها ما تقرؤها في التّاريخ وما نشاهدها اليوم من المصائب النّازلة على المسلمين ، أن أصبحت ثرواتهم ومقدراتهم بيد غيرهم وشعوبهم تئن تحت سياط الكفر الالحاد.
(٣) مفاتيح الجنان : للمحدّث الشّيخ عباس القمي رحمه الله ، ص ٤٢٥.