والحكماء عن حلّها وكشف حقيقتها ولذا أراد الحسن البصري أن يقدم الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام لها تفسيراً لكشف أسرار هذه المسألة.
وكتبوا في حالات الزّنديق ابن أبي العوجاء أنّه كان من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد ، فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة؟
قال : إنّ صاحبي كان مخلطاً يقول طوراً بالقدر وطوراً بالجبر فما أعلمه إعتقد مذهباً دام عليه (١).
(وَمَصَابِيْحِ الدُّجَى)
إنّهم عليهمالسلام مصابيح الدّجى (٢) يهدون الخلق من ظلمات الشرك والكفر والضلالة والجهل الى نور الايمان والعلم والطاعة.
وروى سهل الهمداني عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير الآية الشريفة من سورة نور : (اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣).
__________________
(١) الكنى والالقاب : للمحدّث الشّيخ عباس القمي رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٠١.
(٢) المصابيح ، جمع مصباح وهو سراج الذي ينصبه الناس يستضيؤن به في سيرهم ليكشف لهم ما خفي عليهم في ظلمات الليل ، فإنّ الائمّة الاطهار عليهمالسلام يكشفون بدعوتهم الى الله عزّ وجلّ ظلمات الجهل والضلال عن قلوب الناس وأفكارهم ، فمن اقتدا بهم واستضاء بنورهم اهتدا الى سبيل الخير والبركة.
والدُّجى ، جمع دُجية بضم أوله وسكون الجيم وهي الظلمة ، ويراد بها ظلمات العدم والشك والجهل.
(٣) النور : ٣٥.