قال الإمام عليهالسلام : (اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ) فاطمة عليهاالسلام (فِيهَا مِصْبَاحٌ) الحسن عليهالسلام (الْمِصْبَاحُ فِي الزُجَاجَةٍ) الحسين عليهالسلام (الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) فاطمة عليهاالسلام كوكب درّي بين نساء أهل الدّنيا (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) ابراهيم (زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) لا يهودية ولا نصرانية (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) يكاد العلم يتفجر بها (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ) أمام منها بعد امام (يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) يهدي الله من يشاء للأئمّة عليهمالسلام من يشاء (وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ) (١).
يقول المؤلف : المقصود من المصباح هنا هم الكناية عن هدايتهم وارشادهم للنّاس من ظلمة الجهل والكفر الى نور الايمان والعلم ، فعن بريد العجلي عن الإمام الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (٢). أنّه قال عليهالسلام :
«رسول الله المنذر ولكل زمان من هاد يهديهم الى ما جاء به نبي الله صلىاللهعليهوآله ثمّ الهدات من بعده علي ثمّ الاوصياء واحداً بعد واحد» (٣).
(وَاعلامِ التُّقَى)
وهم سلام الله عليهم منار التّقى وأعلام الورع ، واعلم أن للتّقوى مراتب ثلاث :
__________________
(١) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٩٥ ، وعنه تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ٦٠٢ ، ح ١٦٩ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٠٤ ، ح ١.
(٢) الرعد : ٧.
(٣) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٦٢ ، تفسير نور الثّقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٤٨٢.
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره : ج ١٣ ، ص ٧٢ دار المعرفة بيروت لبنان ، والطبرسي في تفسيره ، وقال : لمّا نزلت قوله تعالى : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) وضع رسول ال له صلىاللهعليهوآلهوسلم يده على صدره وقال : أنا المنذر ، وأومأ الى منكب علي وقال : «أنت الهادي ن بك يا علي يهتدي المهتدون».
وقال الحميري في ذلك :
هما اخوان ذا هادٍ إلى ذا |
|
وذا فينا لاُمّته نذير |
أحمد منذر وأخوه هادٍ |
|
دليل لا يضل ولا يحير. |
المقتطفات : للعلّامة ابن رويش ، ج ٢ ، ص ٣٢٩.