(وَذَوِي النُّهِى)
ذوي جمع ذي بمعنى صاحب إلّا أنّه أكثر ما يستعمل في مقام الشرف والصناء ، والنُّهى بضم النون جمع نهيه ، العقل وسمّيت تهية لأنّها تنهى صاحبها عن القبائح ، يعني أنّهم عليهمالسلام أصحاب العقل النّافذ ، ووجه التسمية هو أن العقل يردع الإنسان وينهاه عن الرذائل والقبائح.
(وَأولِي الحِجَى)
الحجى على وزن الى أيضاً بمعنى العقل والفطنة يعني أصحاب العقل والفطنة ، فلو أخذنا الحجة بمعنى العقل ، فيكون هو وما قبله مترادفين ، وقد استعملا في معنى واحد ، أو متباينين فيدل كل من لفظ على معنى غير ما يدل عليه الثّاني. وذلك لأن للعقل اطلاقات كثيرة ومعان عديدة.
ويمكن أن يراد من أحدها عقل المعاش ، ويراد من الاخر عقل المعاد أو أمثال ذلك ما فيصح المعنى على كلا التقديرين لأنّهم عليهمالسلام أصحاب العقول الكاملة كجدّهم رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان عقل الكلّ روي في الكافي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
«ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله نبيّاً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته وما يضمر النّبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم أولو الألباب ، الذين قال الله تعالى : (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (١) (٢).
__________________
(١) البقرة : ٢٦٩.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٢.