والمراد من (المشكاة) فاطمة عليهاالسلام ، (والمصباح) الإمام الحسن عليهالسلام ، و (الزجاجة) الإمام الحسين عليهالسلام ، ومن (النور) نور علي عليهالسلام (١) والانوار المتعاقبة بعده اماماً بعد امام.
ولو قرأنا منفردة «المثل الأعلى» فانّه مثل لجميع أئمّة الهدى عليهمالسلام أو أنّ نورهم عليهمالسلام واحد ولا تعدد في أنورهم الطيبة (٢).
(وَالدّعوَةِ الحُسنَى)
والمراد إمّا أن يكون للمبالغة من باب «زيد عدل» يعني أنّهم عليهمالسلام أهل الدعوة الحسنى والكلمة الطّيبة لأنّهم عليهمالسلام يدعون النّاس الى الصّراط المستقيم وطريق النّجاة وسبيل الخيرات والحسنات ، وهم خير دعاة الى الله الواحد الاحد ، والدّعوة الحسنى من فضائلهم التي لا يشاركهم فيها أحد.
وأو يكون المراد أنّ أئمّة الهدى عليهمالسلام أهل الدعاء والمناجات الشريفة ، كما كانت أكثر أوقاتهم تقضى في الدّعاء والذّكر والعبادة ، والمظهر الكامل لهذا المعنى الإمام سيّد السّاجدين عليهالسلام ، وتعتبر الصّحيفة السّجادية وهي زبور آل محمّد صلىاللهعليهوآله رشحة من رشحات مناجاته ودعواته العالية.
__________________
(١) وقد ورد عن مالك بن انس ، عن ابن شهاب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ) أي : أبو جهل (وَلَا الْبَصِيرُ) يعني : أمير المؤمنين عليهالسلام (وَلَا الظُّلُمَاتُ) أي : أبو جهل (وَلَا النُّورُ) أمير المؤمنين عليهالسلام (وَلَا الظِّلُّ) يعني ظلّ أمير المؤمنين ... الى آخر الاحديث. الآية في سورة فاطر : ١٩ ـ ٢٠ ، المقتطفات : للعلّامة ابن رويش ، ج ٢ ، ص ٣٢٦.
وقال ابن رزيك :
هو النّور نور الله والنّور مشرق |
|
علينا ونور الله ليس يزول |
سما بين أملاك السّماوات ذكره |
|
نبيه فما أن يعتريه خمول. |
مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب ، ج ٣ ، ص ٨٠ ـ ٨١.
(٢) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٠٤ الى ص ٣٢٥ ، باب ١٨ : «أنّهم أنوار الله عزّ وجلّ ...» واصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله : ج ١ ، ص ١٩٤.