(والآخِرَةِ)
وأي الأئمّة عليهمالسلام حجج الله تعالى على أهل الآخرة في عالم البرزخ وعند السؤال أو في القيامة وعند المواقف المخيفة والشّدائد النازلة وغيرها من مراحلها ومواقفها لأنّهم عليهمالسلام نعمة الله عزّ وجلّ وحجّته على الناس في المواقف ، وما أعظم بركاتهم والطافهم الطّاف بالنسبة الى محبّيهم في ذلك اليوم ، وما يحل بأعدائهم نتيجة لبغضهم وعدائهم وعدم معرفتهم لهم.
روى اصبغ بن نباته قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي عليهالسلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم ... ـ في جملة ما قال له ـ اُبشرك يا حارث لتعرفني عند الممات ، وعند الصراط (١) ، وعند الحوض (٢) ، وعند المقاسمة.
قال الحارث : وما المقاسمة؟
قال الامام عليهالسلام : مقاسمة النار اُقسمها قسمة صحيحة ، أقول هذا وليّي فاتركيه ، وهذا عدوّي فخذيه ... الى أن قال عليهالسلام : أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ـ يقولها ثلاثاً ـ فقام حارث يجرّ رداءه ويقول : ما اُبالي بعدها حتى لقيت الموت أو لقيني. قال جميل بن صالح ، وأنشدني أبو هاشم السيد الحميري رحمه الله فيما تضمّنه هذا الخبر :
يا حارَ هَمدَانَ مَنْ يَمُتْ يَرَنِي |
|
مِنْ مُؤمنٍ أو مُنافقٍ قُبلا |
__________________
(١) أخرج الحاكم عن علي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا جمع الله الاوّلين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر جهنّم ، ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب» وذكر هذا الحديث في فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٢٩٢ ، والرياض : ج ٢ ، ص ١٧٢.
(٢) وبهذا أشار الحِميَري بقوله :
يذبّ عنه ابن أبي طالب |
|
ذبّك جربى إبل تشرع |
إذا دنوا منه لكي يشربوا |
|
قبل لهم تبّاً لكم فارجعوا |
وراكم فالتمسوا منهلاً |
|
يرويكم أو مطعماً يشبع |
هذا لمن والى بني أحمد |
|
ولم يكن غيرهم يتبع |
مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٦٣.