أشارة الى أنّ الأئمّة عليهمالسلام كالنفس الواحدة في معرفة الله تعالى ، لأن هذه الصفة لا تقبل الاختلاف. خلافاً لبقية الصفات ، وورد هذا المعنى في الاخبار الشريفة ، أنهم عليهمالسلام نور واحد ، ولا يخلو ذلك من تأييد ما قدمنا والله العالم.
(وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ)
فإنّ أهل البيت عليهمالسلام مواضع ومساكن خيرات وبركات الله عزّ وجلّ ، لانّهم عليهمالسلام لهم اللياقة والقابلية لنزول البركات والخيرات عليهم وسرايتها الى النّاس بواسطتهم ، فترى في كثير من الموارد حصول البركة الكثيرة مع قلة الماء والزرع ببركة وجودهم الشريف ولا يمكن ان يتحقق ذلك إلّا بالاعجاز والامور الخارقة للعادة.
كما حلّت البركة في الطعام القليل ببركة رسول الله صلىاللهعليهوآله في موارد كثيرة منها : لما نزلت الآية الشّريفة : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (١) جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله بني عبد المطلب وهم يومئذ اربعون رجلاً ، الرجل منه يأكل المسنّة ويشرب العسن ، فأمر عليّاً عليهالسلام برجل شاة فأدمها (٢) ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ادنو بِسم الله» فدنا القوم عشرة عشرة ، فأكلوا حتى صدروا ، ثمّ دعا بعقب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اشربوا بسم الله» فشربوا حتى رووا ، فبدرهم ابو لهب فقال : ما سحركم به الرجل ، فسكت صلىاللهعليهوآله يومئذ ولم يتكلّم (٣).
ومنها : نزول البركة على مزرعة أبي الغيث ببركة دعاء الإمام موسى بن جعفر
__________________
(١) الشعراء : ٢١٤.
(٢) أي جعلها إداماً ، والادام طبخ اللحم بالماء.
(٣) ذكره العلّامة الطّباطبائي رحمه الله في تفسيره الميزان : ج ١٥ ، ص ٣٣٥ ، واليعقوبي في تاريخه : ج ٣ ، ص ٢٧ ، بألفاظ اُخرى.