الكاظم عليهالسلام (١).
وورد في معاجز الإمام الجواد عليهالسلام أنّه لما توجه من بغداد منصرفاً من عند المأمون ومعه أُمّ الفضل قاصداً المدينة صار الى شارع باب الكوفة ومعه الناس يشيعونه ، فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس فنزل ودخل المسجد وكان في صحنه نبقة (٢) لم تحمل بعد ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة.
وقام عليهالسلام وصلى بالناس صلاة المغرب ، فقرأ في الاُولى منها الحمد وإذا جاء نصر الله ، وقرأ في الثّانية الحمد وقل هو الله أحد ، وقنت قبل ركوعه فيها ، وصلّى الثّالثة وتشهّد وسلّم ، ثمّ جلس هُنيهة يذكر الله تعالى ، وقام من غير تعقيب فصلّى النّوافل أربع ركعات ، وعقّب بعدها وسجد سجدتي الشكر ثم خرج. فلمّا انتهى الى النّبقة رأها النّاس وقد حملت حملاً حسناً فتعجبوا من ذلك واكلوا منه فوجدوا نبقاً لا عجم له» (٣).
ونقل عن الشّيخ المفيد رحمه الله أنّه قال : وقد أكلت من ثمرها وكان لا عجم له أي لا نواه فيه (٤).
وقد يكون المراد من هذه الجملة «ومساكن بركة الله» أنّ الله عزّ وجلّ ينزل بركاته وارزاقه الدنيوية والمعارف والحقائق والعلوم الالهية على الناس والخلائق بواسطة الائمّة الطاهرين عليهمالسلام.
يقول الإمام الباقر عليهالسلام : «إن المؤمن بركة على المؤمن ، وأن المؤمن حجّة
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٨ ، ص ٣٩ ، نقلاً عن كشف الغمّة ج ٣ ، ص ١١ ، أعلان الشيعة : للعلامة السيد محسن الامين رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٧.
(٢) النّبقة : النبق ـ بفتح النون وكسر الباء ، وقد تسكّن : ثمر السّدر «النّهاية ـ نبق ـ ج ٥ ، ص ١٠».
(٣) الارشاد : للشّيخ المفيد رحمه الله ، ح ٢ ، ص ٢٨٨ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٥٠ ، ص ٨٩ ، ومستدرك العوالم : للشّيخ عبد الله البحراني الاصفهاني رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ١٣٩.
(٤) الارشاد : للشّيخ المفيد رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، مناقب آل أبي طالب عليهمالسلام : لابن شهر اشوب ج ٤ ، ص ٣٩٠.