أسألك عن مسألة ، ها هنا أحد يسمع كلامي؟ (١)
قال ابو بصير : فرفع الإمام الصادق عليهالسلام ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال : «يا أبا محمّد سل عمّا بدا لك».
قلت : جعلت فداك إنَّ شيعتك يتحدثون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله علّم عليّاً عليهالسلام باباً يفتح له فيه ألف باب؟
فقال الإمام عليهالسلام : «يا أبا محمّد علم رسول الله عليّاً عليهالسلام ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب».
قلت : هذا والله العلم.
فنكت الإمام عليهالسلام ساعة في الأرض ثم قال : «إنّه العلم وما هو بذاك» ثم قال عليهالسلام : «يا أبا محمّد وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم مالجامعة».
قلت : جعلت فداك وما الجامعة؟
قال الإمام عليهالسلام : «صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلىاللهعليهوآله وإملائه (٢) من فلق فيه (٣) وخط علي بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكل شيء يحتاج النّاس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إليّ فقال : تأذن لي؟ (٤)
قلت : جعلت فداك إنّما أنا لك فافعل ما شئت.
قال أبو بصير : فعمزني بيده قال عليهالسلام : «حتى أرش هذا» ، كأنّه مغضب.
قلت : هذا والله العلم.
قال الإمام عليهالسلام : «إنّه العلم وليس بذاك».
ثم سكت ساعة ، ثم قال : «وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟
__________________
(١) كأنه يريد أن يسأله عن أمرٍ ينبغي صونه عن الاجنبي.
(٢) إملائه : يعني كتبه الإمام علي عليهالسلام بأملاء من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
(٣) من فلق فيه : الى شق فمه.
(٤) تأذن لي : أي في غمزي إياك بيدي حتى تجد الوجع في بدنك.