(وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ)
ذكرنا ترجمتها وشرحها آنفاً.
* * *
(السَّلامُ عَلَى الدُّعَاةِ الى اللهِ)
فانّ الأئمّة الهدى عليهمالسلام هم الدّعاة للناس الى معرفة الله وعبادته وطاعته ، لأنّ كل إمام منهم عليهمالسلام لم يتوان لحظة واحدة في قيامه بهذه المهمّة الصعبة في دعوة الخلائق الى المعرفة ، والى آخر لحظة من عمره الشريف ، فقد قام بعضهم عليهمالسلام بها بالجهاد في سبيل الله ، وقُتِلَ في سبيل الله. وقام الآخر ببيان مقامات توحيد الله عزّ وجلّ واسماء وصفاته ، وتبليغ الاحكام ، وتوسل البعض الآخر بالأدعية والمناجاة ، وغيّب بعضهم بالسّجون والمطامير المظلمة ، وبعضهم جعل إستتاره شعاراً لدعوة النّاس الى الله عزّ وجلّ ورسوله ودينه الخالد ، بل سعى كُلّهم عليهمالسلام احياء هذا الامر بالاستقامة والصمود (١).
والى جانب الآخر. استعمل حكام الجور اعداء الله تعالى ودينه معهم أبشع الاساليب غير الانسانية ، فمضى منهم من مضى مقتولاً أو مسموماً قد تجرع كأس الشهادة لله تعالى ، إلّا صاحب الامر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الذي غائب عن عيون حكام الجور ، وسيخرج يوماً ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً بعد جهاد مرير ينتقم من أعداء الله عزّ وجلّ وأعداء البشرية.
__________________
(١) كما ثبت سيّد الاوصياء عليهالسلام في مواطن حساسة كان الامر يدور بين بقاء الاسلام أو غلبة الشّرك ، وكما ثبت عليهالسلام وحده في بدر ، واُحد ، ويوم أحزاب ، ويوم حنين وقد فرّ الآخرين ، ويشهد بذلك التاريخ ، وكما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن ودٍ أفصل من عمل اُمّتي إلى يوم القيامة» رواه الواقدي ، والخطيب ، والخوارزمي.