فقلن : أنّ عملكم لم يكن لله ولكن كان لغرض الاهواء النفسية ولتحصيل فأرة المسك ، ولكن اخوانكم من أوّل ذهبوا باخلاص لزيارة آدم عليهالسلام فبذلك جعلت هذه البركة فيهم وسوف تبقى في أعقابهم الى يوم القيامة.
(والمُظْهَرِينَ لأمْرِ اللهِ ونَهْيِهِ)
يكفي في اثبات هذا المعنى لأئمّة الهدى عليهمالسلام ، ما تركوا من تراث عظيم ، من نهج البلاغة لامير المؤمنين عليهالسلام الذي هو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق وما يتضمنه هذا الكتاب الشريف من بيان فلسفة التوحيد والمعارف الحقّة ، والاحكام الالهية ، والمواعظة المؤثرة التي لا تجدها في غيره سوى القرآن الكريم.
والصحيفة السّجادية للامام زين العابدين عليهالسلام الإمام الرابع من ائمّة الشيعة ، التي تحتوي على العلوم الحقة والمناجات العالية والادعية العملية ، وبسبب علو مرتبة هذا الكتاب سمي بزبور آل محمّد صلىاللهعليهوآله.
وما وصلت إلينا من الاحاديث الكثير الغنية بالمفاهيم الاسلامية التي وردت عن أهل بيت العصمة والطهارة فأقدم علماؤنا ومحدثينا من المتقدمين من اصحابهم الى جمعها في اربعمأة كتاب سمّيت باسم «الاصول الاربعمأة» واحد رواة أحاديثهم أبان بن تغلب الذي روى عن الإمام الصادق عليهالسلام ثلاثين الف حديثاً (١) وجابر الجعفي رحمه الله الذي روي عن الإمام الباقر عليهالسلام تسعين الف حديثاً (٢).
وهذا معنى كونهم عليهمالسلام مظهرين لامر الله سبحانه ونهيه.
__________________
(١) سفينة البحار : للمحدّث القمي رحمه الله ، ج ١ ، ص ٧.
(٢) سفينة البحار : للمحدّث القمي رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٤١.