(وَعِبادَةِ المُكْرَمِينَ)
فانّ الله سبحانه وتعالى كرّمهم بالعصمة والطهارة والعلوم الحقة والمعارف الكاملة وفضلهم على الآخرين فقال عزّ اسمه : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (١).
بمعنى أنّه طهرهم عليهمالسلام من الشرك والنّفاق ، وجعلهم معدن الطهارة والفضائل.
ولما اضاف الله سبحانه عبودية عبده إليه لكي يخصّه لنفسه ويظهر شرفه وفضائله كما قال عزّ وجلّ : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (٢).
وقال سبحانه : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (٣).
فأشار سبحانه بهذه الايات الشّريفة الى أعلى مراتب القرب والعلو وأكمل مظاهر العبودية تتجسد في أئمّة الهدى عليهمالسلام ، ولعل سبب تكريمهم عليهمالسلام بأنهم انصفوا بمكارم الاخلاف فقد روي عن الامام الصّادق عليهالسلام أنه قال :
«إن الله تبارك وتعالى خصّ رسوله بمكارم الاخلاق ، فامتحنوا أنفسكم فإنّ كانت فيكم فاحمدوا الله عزّ وجلّ وارغبوا إليه في الزيادة منها ، فذكرها عشرة : اليقين ، والقناعة ، والصبر ، والشّكر ، والرّضا ، وحسن الخلق ، والسّخاء ، والغيرة ، والشّجاعة ، والمروة» (٤).
وفي بعض الروايات اضاف عليها «أداء الامانة».
ولا شك أن الأئمّة الاطهار عليهمالسلام كانوا في مكارم الاخلاق نوادر عصرهم ، فان الله عزّ وجلّ منَّ بهم علينا ووفقنا أن نتبع مكارم أخلاقهم.
__________________
(١) الاحزاب : ٣٣.
(٢) الحجر : ٤٢.
(٣) ص : ٧٢.
(٤) الخصال : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، باب العشرة : ص ٤٣١ ، ح ١٢.