(الّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بَالقَولِ)
ما نطق أئمّتنا الاطهار عليهمالسلام بشيء إلّا واخذوه من الله عزّ وجلّ ومأخذ كلامهم كلامه جل شأنه لان كلامهم كلام الله عزّ وجلّ كما وصف الله سبحانه النّبي الكريم قال عزّ اسمه : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) (١).
والأئمّة عليهمالسلام أوصياء وخلفاء الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآله وكل ما ثبت له صلىاللهعليهوآله ثابت لهم أيضاً عليهمالسلام سوى مقام النّبوة ، ودلت على هذا المعنى اخبار كثيرة ومتواترة (٢).
(وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ)
التزامهم عليهمالسلام بأمره سبحانه في الاقوال والافعال والاحوال يختص بهم عليهمالسلام دون الناس ، لأنّ تقدم الظّرف (وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) يفيد الاختصاص ، وكيف لا ، وأنى يتعجب المتعجبون من هذا الكلام وقد وصف الله سبحانه بهذا القول ملائكته وقال سبحانه : (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (٣).
وقد ثبت عقلاً ونقلاً تقدم الأئمّة الاطهار عليهمالسلام وافضليتهم على الملائكة ووردت في هذا المقام روايات أشرنا إليها آنفاً.
(ورحمة الله وبركاته)
* * *
__________________
(١) النّجم : ٣ الى ٤.
(٢) فراجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٢ الى ٤٦٤ ، باب ١٢ : «أنّه جرى لهم عليهمالسلام من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله وأنّهم في الفضل سواء».
(٣) الانبياء : ٢٦ الى ٢٧.