فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أشدد به ظهري».
قال أبو ذر رحمه الله : فما إستتم رسول الله صلىاللهعليهوآله كلامه حتى نزل جبرئيل من عند الله عزّ وجلّ فقال عليهالسلام : يا محمّد إقرأ ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (١).
وقال أبو علي أيضاً : قال الزمخشري في الكشّاف والعلّامة جار الله في ذيل هذه الآية الشريفة : فإن قلتَ : كيف صحّ أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظة جماعة؟
قلتُ : جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً (الامام علي عليهالسلام) ، ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل ثوابه ، على أنّ سجية المؤمنين يجب أن يكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والاحسان وتفقد الفقراء ... (٢)
ثمّ قال أبو علي : وقع لفظ الجمع عن الواحد للتعظيم في اللغة أمر مشهور ومعروف ، إذاً لا يحتاج الى هذا الاستدلال.
يقول المؤلف : هذه الآية الشّريفة فيها دلالة واضحة على صحة امامة الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام بلا فصل بعد النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآله ، وورد أيضاً لما نزلت الآية الشريفة :
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ، ص ٣ ، عن تفسير الثعلبي ، واجمعت الاُمّة أنّ هذه الآية نزلت في علي عليهالسلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع ، ولا خلاف بين المفسرين في ذلك ذكره والزمخشري ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ، الطبري ، ج ٦ ، ص ١٦٥ ، الواحدي في تفسيره أسباب النزول ، ص ١٤٨ ، الرازي في تفسيره الكبير ، ج ٣ ، ص ٤٣١ ، والخازن تفسيره ، ج ١ ، ص ٩٦ ، والسيوطي ، في جمع جوامه ، ج ٦ ، ص ٣٩١ ، والآلوسي ، في تفسيره روح المعاني : ج ٢ ، ص ٣٢٩ والبيظاوي ، ج ١ ، ص ٣٤٥ ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ، وعشرات التفاسير والكتب ال تاريخية الاُخرى ومن رواة أمثال عبد الله بن عباس ، وأبي ذر الغفاري ، وغالب بن عبد الله ، ومجاهد ، والحسن البصري ، والاعمش ، وقيس بن الربيع ، اضافة الى ما ورد عن أئمّة الهدى عليهمالسلام.
(٢) تفسير الكشّاف : للزمخشري ، ج ١ ، ص ٦٤٩.