(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) اجتمع نفر من اصحاب رسول الله في مسجد المدينة ، فقال بعضهم لبعض : ما تقولوا في هذه الآية ، فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها وان آمنا فان هذا ذلٌّ حين يسلط علينا ابن أبي طالب.
فقالوا : قد علمنا أنّ محمّداً صادق فيما يقول ، ولكن نتولاه ولا نطيع عليّاً فيما أمرنا.
قال الرّاوي : فنزلت هذه الآية : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا). يعني يعرفون ولاية علي عليهالسلام (وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) بالولاية (١).
وقال خزيمة بن ثابت في ذلك :
فديتُ عليّاً إمام الورى |
|
سراج البريّة مأوى التقى |
وصيّ الرسول وزوج البتول |
|
إمام البرية شمس الضحى |
تصدّق خاتمه راكعاً |
|
فأحسِن بفعل إمام الورى |
ففضّله الله ربّ العباد |
|
وأنزل في شأنه هل أتى (٢) |
وأنشد حسان بن ثابت :
عليٌّ أمير المؤمنين أخو الهدى |
|
وأفضل ذي نعل ومَن كان حافياً |
وأوّل من أدّى الزّكاة بكفّه |
|
وأوّل مَن صلّى ومن صام طاوياً |
فلمّا أتاه سائل مدّ كفّه |
|
إليه ولم يبخل ولم يك جافياً |
فدسّ إليه خاتماً وهو راكعٌ |
|
وما زال أوّاها إلى الخير داعياً |
فبشّر جبريل النّبي محمّداً |
|
بذاك وجاء الوحي في حافياً (٣) |
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ج ٣ ، ص ٧٢ و ٧٣ ، ح ١٦٧ ، عن اصول الكافي : ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ح ٧٧.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة الامجلسي رحمه الله ، ج ٣٥ ، ص ١٩١.
(٣) نفس المصدر.