أمر ينحصر بهم اي لا يشاركهم أحد في الدفاع عن الاخرين حيّاً وميّتاً سوى ربيعة بن مكدم الكناني المعروف بحامي الظعن واصبح يضرب به المثل عند العرب ، أنّه الوحيد عند العرب حام ظعينته حيّاً وميّتاً ولذا حكي : أنّه لقي نبيشة ابن السلمي من بني سليم مع جماعته وقد خرج غازياً ، فأراد إحتواء ظعن بني كنانة فمانعه بطعنه نبيشة في عضده ، فقال يخاطب اُمّه :
شُدي على العصبِ اُمّ سبّار |
|
فقد رزئت فارساً كدينار |
فأجابته :
أنا بني ربيعة بن مالك |
|
مرزّأٌ أخبارنا كذلك |
من بين مقتول وبين هالك
فاستسقاها ، فقالت : اذهب فقاتل القوم فإن الماء لا يفوتك فكَّر على القوم فكشفهم ، وقال للظعن (العائلة) : إنّي لمائت وسأحميكن ميّتاً كما حميتكن حيّاً فالنجباء كذلك فوقف بإزاء القوم على فرسه متكئاً على رمحه ونزف دمه فقضى والقوم محجمون عن الاقدام عليه ، فلمّا طال وقوفه رموا فرسه فقمص فخر لوجهه وطلبوا الظعن فلم يلحقوهن (١).
وبهذا أشار السيّد جعفر الحلي رحمه الله في قصيدة له مدح بها مولانا ابا الفضل العباس بن علي بن ابي طالب عليهالسلام.
بَطَلٌ تَوَرثَ مِنْ أبِيهِ شَجاعَةً |
|
فِيها اُنُوفُ بَني الضَّلالةِ تُرْغَمُ |
حامِي الظّعِينة أيْنَ مِنْهُ رَبِيعةُ |
|
أم أينَ مِنْ عُليا أبِيهِ مكدَّمُ (٢) |
وعندما يكون أبو الفضل العباس عليهالسلام من هذا البيت بهذه الدّرجة من الحماية والدّفاع عن مخدرات الرّسالة ، فكيف بأكابر هذه البيت الشريف من أئمّة الهدى عليهمالسلام في الدنيا والاخرة.
__________________
(١) المستصقى في أمثال العرب : ج ١ ، ص ٨٨ و ٨٩.
(٢) سحر بابل وشجع البابل : ديوان السّيد جعفر الحلّي رحمه الله ، ص ٤٣١.