(وَأهْلِ الذِّكْرِ)
كان الذكر ديدنهم عليهمالسلام والذّكر إمّا عبارة عن القرآن الكريم حيث يقول : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ) (١).
وقال أيضاً : (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا) (٢).
ولعل ووجه تسمية القرآن الكريم بالذكر لانّه مذكر للنّاس بمهام الامور اي يذكرهم بأمر الاخرة والدين.
أو أنّ يكون المراد من الذكر نفس النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآله أو المراد من الذكر الكتب السماوية والانبياء عليهمالسلام ، كما ذهب إليه المفسرون في تفسير هذه الآية الشريفة (٣).
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (٤).
وقيل المراد من الذكر إمّا التوراة أو جميع الكتب السالفة ، وعلى الاحتمالات الثلاثة يعتبر أئمّة الهدى عليهمالسلام أهل الذكر ، روي عن عبد الرحمن بن كثير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الآية الشّريفة ، (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (٥).
قال الإمام عليهالسلام : «أهل الذّكر محمّد صلىاللهعليهوآله ونحن المسئولون» (٦).
وروي الإمام الباقر عليهالسلام عن النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآله قال : قال النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآله في تفسير ههذ الآية : «الذكر أنا ، والائمّة عليهمالسلام أهل الذّكر» (٧).
وعن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّه سأله عن قوله عزّ
__________________
(١) الزخرف : ٤٤.
(٢) ص : ٨.
(٣) المراد من هذه الآية الشريفة قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآله واصحابه.
(٤) الانبياء : ١٠٥.
(٥) النحل : ٤٥.
(٦) تفسير نور الثقلين : ج ٣ ، ص ٥٥ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٠.
(٧) تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ٥٢.