وما يجلب الانتباه في الآية الاخيرة هو ، أن هذه الآية نزلت في شأن الإمام عليهالسلام عندما تصدق وهو راكع ، ونسبته الى سائر الائمّة عليهمالسلام أمّا بالواسطة بمعنى عندما ينجز شخص من جماعة فإنّه تجوز نسبته الى الآخرين أيضاً ، أو أن هذا العمل قد صدر من كل واحد منهم. كما ورد هذا المعنى في بعض الروايات.
عن أبي الصّباح الكنانيّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام :
«نحن قوم فرض الله عزّ وجلّ طاعتنا ، لنا الأنفال ، ولن صفوا العمال ، ونحن الرّاسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ) (١) (٢).
البيان : الانفال ، الغنائم وما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب من الارض بل فتحت صلحاً ، ومثل رؤوس الجيال وبطون الاودية ، والآجام وما هو مجرى ذلك.
والصّفو : من الغنيمة ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة أو خالص قيمة الشيء هي مختصّة بالرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الإمام عليهالسلام.
(وَبَقِيّةِ اللهِ)
فانّهم عليهمالسلام بقايا الخلفاء والحجج الإلهية في الارض من الانبياء والاوصياء الماضين عليهمالسلام كما ورد في روايات صحيحة أنّه لما يظهر الإمام القائم «عجّل الله تعالى فرجه الشريف» في مكّة المعظمة يسند ظهره على الكعبة ويقول :
«أنا بَقِيَّةُ اللهِ ، وَبَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُم» (٣).
__________________
(١) النساء : ٥٤.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٨٦ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٢١٩ ، مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ، تفسير العياشي : ج ١ ، ص ٢٤٧.
(٣) كما ورد في تفسير نور الثقلين : ج ٢ ، ص ٣٩٢ ، وتفسير الصافي : للشّيخ الفيض الكاشاني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤٦٨ ، وكلاهما عن كمال الدين.