ولعل هذا الكلام أشار الى الآية الكريمة في قوله تعالى : (بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (١).
واحياناً ورد بمعنى الرّحمة ، أي هم رحمة الله تعالى التي منَّ بها على عباده ، ولاجل ذلك ورد الحديث الذي ورد في وصفهم : «أنتم بقيّة الله في عباده».
ويحتمل أن يكون المعنى : الذين بوجودهم الشريف أبقى الله تعالى نعمه على عباد ورحمهم.
اذاً ، بهذه الصّورة يمكن حملها على المبالغة لقوله تعالى : (أُولُو بَقِيَّةٍ) (٢)
وقال بعضهم : أن المراد فيه «اُولو» تميز وطاعة ، بمعنى اصحاب الفهم والادراك والطاعة وغيرها.
(وَخِيَرَتِهِ)
أنّ الله عزّ وجلّ اختارهم لنفسه ، لأنّ الله عزّ وجلّ انتخبهم من بين الموجودات لمنصب الإمامة والوصية ، ولا يحق للنّاس أن يختاروا من أنفسهم أحداً لمنصب النّبوة والإمامة ، لانّه يجب أن يكون الإمام معصوماً وطيب الاصل والمنبت (٣) ، ولم يكن متلبساً بالظّلم والاجحاف ، ولا مطيعاً لهواه وأمياله وحتى يتمكن من الثبات والصمود في حفظ الدين والكتاب الكريم وان لا يطرأ عليه إعوجاج ، ولا يدرك هذا الامر سوى علام الغيوب وإلّا كان كمن ترك الاغنام
__________________
(١) هود : ٨٦.
(٢) هود : ١١٦.
(٣) لانّهم الشجرة الطيبة كما أسارة إليها النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله معبراً : «شجرة أنا أصلها ، وعلي فرعها والحسن والحسين ورقها ، فهل يخرج من الطيب إلّا الطيب ، وأنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب».
وفي لفظ الحاكم في المستدرك : ج ٣ ، ص ١٦٠ ، «أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنّة عدن ، وسائر ذلك في الجنّة».