لهوى لذئب وفوض رئاسة العامة الى غير اهله علاوة على منافاته مع العدالة الالهية وبهذا المعنى تشير الآية الشريفة :
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١).
وجاء في الكافي في الحديث الذي يصف الإمام عن الإمام الصّادق عليهالسلام فقال :
«فلم يزال الله يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليهالسلام من عقب كل إمام ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضى لهم لخلقه ويرتضيهم ، كلّ ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقب إماماً ، علماً بيّناً ، وهادياً نيّراً ، وإماماً قيّماً ، وحجّة عالماً ، أئمّة من الله ، يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه ...» (٢).
(وَحِزْبِهِ)
يعني حزب الله (٣) وجماعته وجنده وأنصاره على دينه ، فيُقرأ بالكسر والسكون ، بمعنى الطائفة والجماعة والجيش ، لانّ أئمّة الاخيار عليهمالسلام كانوا دائماً من بين الناس من حزب الله وجنود الرحمان ، بل هم قادة حزب الله من الواقع ، ولقد وصف الله سبحانه حزبه في قرآنه المجيد بقوله :
(أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٤).
__________________
(١) القصص : ٦٨.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٠٣.
(٣) ان الائمّة الاطهار عليهمالسلام هم حقيقة جند الله وحزبه ، لأنّهم أخلصوا الله عزّ وجلّ في الطاعة والعبودية ، فأصبحوا له جنداً خلصاً ، فمن آمن بهم وصدقهم نجى وكان في حزب الله ومن كفر بهم وكذبهم كان في حزب الشيطان ، بل جعل الله الثّواب في محبّتهم وولايتهم ، لأنّهم حجّة الله وخلفائه في أرضه وسمائه.
(٤) المجادلة : ٢٢.