وألزموا اخلولق «أن» مثل «حرى» |
|
وبعد «أوشك» انتفا «أن» نزرا (١) |
يعني أن «حرى» مثل «عسى» في الدلالة على رجاء الفعل ، لكن يجب اقتران خبرها ب «أن» نحو : «حرى زيد أن يقوم» ، ولم يجرّد خبرها من «أن» لا في الشعر ولا في غيره. وكذلك «اخلولق» تلزم «أن» خبرها نحو : «اخلولقت السّماء أن تمطر» وهو من أمثلة سيبويه.
وأمّا «أوشك» فالكثير اقتران خبرها ب «أن» ، ويقلّ حذفها منه ، فمن اقترانه بها قوله :
٩٠ ـ ولو سئل النّاس التراب لأوشكوا |
|
ـ إذا قيل هاتوا ـ أن يملّوا ويمنعوا (٢) |
__________________
(١) ألزموا : فعل ماض مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : في محل رفع فاعل ، اخلولق ، أن (قصد لفظهما) : مفعولان لألزم ، مثل : حال من لفظ اخلولق ، بعد : ظرف متعلق بنزرا ، انتفا : مبتدأ ، أن : قصد لفظه مضاف إليه ، نزرا : مع الفاعل المستتر في محل رفع خبر للمبتدأ : انتفا.
(٢) لم ينسب إلى قائل معين.
المعنى : إن النفس مولعة بالشح فلو سئل الناس بذل التراب لأوشكوا أن يملوا السؤال فيمنعوا التراب.
الإعراب : لو : حرف امتناع لامتناع (أداة شرط غير جازمة) ، سئل : فعل ماض مبني للمجهول ، الناس : نائب فاعل ، التراب : مفعول به ثان منصوب ، لأوشكوا : اللام : واقعة في جواب لو ، أوشك : فعل ماض ناقص مبنى على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : في محل رفع اسم أوشك ، إذا : ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجواب الشرط المحذوف دلّ عليه ما قبله ، قيل : فعل ماض مبنيّ للمجهول ، هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ، في محل رفع فاعل والجملة في محل رفع نائب فاعل لقيل ، وجملة : قيل هاتوا : في محل جر بالإضافة ، وجملتا الشرط والجواب المحذوف معترضتان بين أوشك وخبرها لا محل لهما من الإعراب ، أن : حرف ناصب ،