فمبعد وحميم : مرفوعان بقوله : أسلماه. والألف في : أسلماه حرف يدل على كون الفاعل اثنين وكذلك أهلي مرفوع بقوله : يلومونني ، والواو حرف يدل على الجمع ، والغواني : مرفوع ب «رأين» والنون حرف يدل على جمع المؤنث.
وإلى هذه اللغة أشار المصنف بقوله : وقد يقال سعدا وسعدوا إلى آخر البيت ومعناه أنه يؤتي في الفعل المسند إلى الظاهر بعلامة تدل على التثنية أو الجمع. فأشعر قوله : «وقد يقال» بأن هذا قليل ، والأمر كذلك ، وإنما قال «والفعل للظاهر بعد مسند» لينبه على أن مثل هذا التركيب إنما يكون قليلا إذا جعلت الفعل مسندا إلى الظاهر الذي بعده ، وأما إذا جعلته مسندا إلى المتصل به من الألف والواو والنون وجعلت الظاهر مبتدأ أو بدلا من من الضمير فلا يكون ذلك قليلا.
وهذه اللغة القليلة هي التي يعبّر عنها النحويون بلغة «أكلوني البراغيث» ويعبّر عنها المصنف في كتبه بلغة «يتعاقبون (١) فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار».
__________________
وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه. فأعرضن : الفاء حرف عطف. أعرض. فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. والنون : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. عني : جار ومجرور وبينهما نون الوقاية. متعلق بأعرضن. بالخدود : جار ومجرور متعلق بأعرضن النواضر : صفة للخدود مجرور. جملة رأين الغواني : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة لاح بعارضى : في محل نصب حال من الشيب. وجملة أعرضن : معطوفة على جملة رأين فهي مثلها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «رأين الغواني» حيث لحقت الفعل نون الإناث مع إسناده للاسم الظاهر بعده وهو «الغواني» على لغة «أكلوني البراغيث» ولو جرى على اللغة الفصحى لقال : رأت الغواني أو رأى الغواني.
(١) يتعاقبون : تأتي طائفة عقب أخرى.