قد تحذف التاء من الفعل المسند إلى مؤنث حقيقي من غير فصل ، وهو قليل جدا ، حكى سيبويه ؛ قال فلانة.
وقد تحذف التاء من الفعل المسند إلى ضمير المؤنث المجازى وهو مخصوص بالشعر كقوله :
٥ ـ فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها (١) |
والتاء مع جمع سوى السالم من |
|
مذكر كالتاء مع إحدى اللبن (٢) |
والحذف في نعم الفتاة استحسنوا |
|
لأن قصد الجنس فيه بيّن (٣) |
__________________
(١) قائله : عامر بن جوين ـ بالتصغير ـ الطائي : يصف سحابة وأرضا نافعتين.
اللغة : مزنة : سحابة ودقت : أمطرت وقطرت. أبقل : أنبت البقل وهو كل نبات اخضرت به الأرض.
المعنى : إن هذه السحابة أكرم السحب فقد أمطرت مطرا سخيا ما جادت بمثله سحابة ، وإن هذه الأرض قد أخصبت وجادت بنبات لم تنبت مثله أرض.
الإعراب : فلا : الفاء بحسب ما قبلها. لا : نافية تعمل عمل ليس. مزنة : اسمها مرفوع ضمته ظاهرة. ودقت : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء للتأنيث. وفاعله : ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود إلى مزنة. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر لا. ودقها : ودق : مفعول مطلق منصوب وها : في محل جر مضاف إليه ولا : الواو : عاطفة. لا : نافية للجنس تعمل عمل إن. أرض : اسمها مبني على الفتح في محل نصب. أبقل : فعل ماض مبني على الفتح. وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود إلى أرض تقديره هي. إبقال : مفعول مطلق منصوب. وها : مضاف إليه. وجملة أبقل : في محل رفع خبر لا.
الشاهد : في قوله : أبقل. حيث حذفت تاء التأنيث منه مع أنه مسند لضمير المؤنث المجازي وذلك مخصوص بالشعر.
(٢) إحدى اللّبن ـ لبنة ، وهي مؤنثة مجازا يجوز في الفعل المسند إليها أن يقترن بالتاء وأن يتجرد منها.
(٣) الحذف : مفعول به مقدم لا ستحسنوا ، تقدير البيت : استحسنوا الحذف في «نعم الفتاة».