٢٣ ـ فليت لي بهم قوما إذا ركبوا |
|
شنوا الإغارة فرسانا وركبانا (١) |
وأما المضاف فيجوز فيه الأمران ـ النصب ، والجرّ ـ على السواء ، فتقول : «ضربت ابني تأديبه ، ولتأديبه» وهذا قد يفهم من كلام المصنف : لأنه لما ذكر أنه يقل جرّ المجرد ونصب المصاحب للألف واللام ، علم أن المضاف لا يقلّ فيه واحد منهما ، بل يكثر فيه الأمران ، ومما جاء فيه منصوبا قوله تعالى : (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)(٢) وقوله :
__________________
(١) قائله : قريط بن أنيف من شعراء بني العنبر. بهم : الباء للبدل أي بدلهم. شنّوا : فرقوا أنفسهم. الإغارة : الهجوم على العدو والإيقاع بهم. فرسانا : جمع فارس وهو راكب الفرس. ركبانا : جمع راكب وهو أعم من الفارس.
المعنى : أتمنى بدل هؤلاء القوم قوما آخرين من صفتهم أنهم إذا ركبوا للقاء العدو تفرقوا لأجل الهجوم عليه من جميع الجهات ما بين راكب فرس وراكب غيرها.
الإعراب : ليت : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر لي ، بهم : جاران ومجروران متعلقان بمحذوف خبر مقدم لليت. قوما : اسم ليت مؤخر منصوب بالفتحة. إذا : ظرف يتضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بشنوا. ركبوا : ركب فعل ماض مبني على الضم ، والواو فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب لوقوعها جواب شرط غير جازم. الإغارة : مفعول لأجله منصوب بالفتحة. فرسانا : حال منصوب من ضمير شنوا. وركبانا : الواو عاطفة ، ركبانا معطوف على فرسانا ومنصوب مثله.
الشاهد : في قوله : «الإغارة» حيث نصب على أنه مفعول له وهو محلى بالألف واللام والأكثر فيه الجر.
(٢) من الآية ١٩ من البقرة وتمامها «أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ».