بسم الله الرحمن الرحيم ، الكلام كلّه اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم ما أنبأ عن المسمّى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى ، والحرف ما أنبأ عن معني ليس باسم ولا فعل
ثم قال : تتّبعه وزد فيه ما وقع لك. واعلم أنّ الأشياء (١) ثلاثة : ظاهر ومضمر ، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر وإنّما يتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بمضمر ولا ظاهر.
فجمعت أشياء وعرضتها عليه ، فكان من ذلك حروف النّصب ، فذكرت منها : إنّ ، وأنّ ، وليت ، ولعلّ ، وكأنّ ، ولم أذكر لكنّ ، فقال : لم تركتها؟ فقلت : لم أحسبها منها. فقال : بلى هي منها ، فزدها فيها. (٢)
ومنهم العلامة أبو البركات الأنباري في «نزهة الالباء» (ص ٣ ط القاهرة) قال :
روى أبو الأسود قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فوجدت في يده رقعة ، فقلت : ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال : إنّي تأمّلت كلام العرب فوجدته
__________________
(١) كذا في «معجم الأدباء» (ج ١٤ ص ٤٩) وفي «نزهة الالباء» ان الأسماء وهو أوفق.
(٢) ثم قال : هذا هو الأشهر من أمر ابتداء النحو. وقد تعرض الزجاجي أبو القاسم الى شرح هذا الفصل من كلام على كرم الله وجهه ورأيت بمصر في زمن الطلب بأيدي الوراقين جزء فيه أبواب من النحو يجمعون على أنها مقدمة على بن أبي طالب الذي أخذها عنه أبو الأسود الدئلي.
وروى أيضا عن أبى الأسود قال : دخلت على أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهالسلام فأخرج لي رقعة فيها «الكلام كله اسم وفعل وحرف جاء لمعنى». قال : فقلت : ما دعاك الى هذا؟ قال : رأيت فسادا في كلام بعض أهلى ، فأحببت أن أرسم رسما يعرف به الصواب من الخطاء. فأخذ أبو الأسود النحو عن على عليهالسلام. إلخ.