وثالثها علم النحو وقد تقرّر في العالم أن أوّل ما ظهر النّحو من عليّ عليهالسلام وأنّه هو الّذي أرشد أبا الأسود الدّئلي إليه.
ورابعها علم البلاغة والفصاحة وكان فيها إماما لا يشق غباره ، ومقدّما لا تلحق آثاره.
وخامسها علم تصفية الباطن وتزكية النّفس فقد أجمع أهل التّصوف من أرباب الطريقة وأئمة الحقيقة أن انتساب خرقتهم ومرجعهم في آداب طريقتهم ومردّهم في أسباب حقيقتهم إلى علىّ عليهالسلام.
وسادسها علم التذكّر بأيّام الله ؛ وتحذير عقابه ، والموعظة والتخويف بآيات كتابه.
وسابعها علم الزّهد والورع ، وكان في الصحابة رضوان الله عليهم أجمع من الزّهاد والمشهود لهم به كأبى ذر الغفاريّ وأبى الدرداء ، وسلمان الفارسي رضياللهعنهم وكان بأسرهم تلامذة لعلىّ عليهالسلام.
وثامنها علم مكارم الأخلاق وحسن الخلق وقد بلغ في ذلك إلى الغاية القصوى.
وتاسعها علم الشجاعة والقوّة ، واتصافه بذلك أشهر من النّهار وأظهر من الشمس لذوي الأبصار.
وعاشرها وهي القاعدة الواكف سبب صلاحها المزدلفة سبب إصلاحها والوارفة على الملة ظلّ جناحها الصّارفة حكمها عن الامة مخدور جناحها إلخ (١)
__________________
(١) قال العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٧٣ ط اسلامبول) قال :
وقال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى النيشابوري في كتابه : قال الشيخ جنيد قدسسره : أمير المؤمنين علىرضياللهعنه لو تفرغ إلينا عن الحروف لوصل إلينا عنه من هذا العلم