له عذر في أنه ذكر الحديث عن مطلب الأعراض : اللون ، والطعم ، الرائحة ، نقلا عن هذا المصدر ، في تلك الصفحة ، ولم نجد لها ذكرا فيها؟!
فهل اعتمد طبعة أخرى من الكتاب؟! وهو لم يذكر فهرسا لطبعات مصادره؟!
ثم ماذا عن المصادر الأخرى؟ وعن المطالب الأخرى؟ وعن أرقام الصفحات والمجلدات؟ فهل مثل هذا الكتاب يعتمد عليه كمصدر أمين؟!
ولولا أن بعض المغرضين قد استند إلى ما في هذا الكتاب من آراء حول هشام ، وجعله دليلا على نسبة التجسيم الماذي إليه إ!
ولولا التخوف من أن يصبح ما جاء في الكتاب ـ من آراء خاطئة ـ شاهدا لمن تسول له نفسه اتهام هشام بما لا يليق من أباطيل إ!
لولا كل ذلك ، لما تعرضنا لما فيه ، لبعد المدة التي مضت على طبعه ، ولعل كلمتنا هذه توقف المؤلف على ما في كتابه ، فيحاول أن ينقحه ، ليؤدي هدفه ـ الذي لا بد أن يكون خيرا ـ بأفضل ما كان عليه ، ويقطع الطريق على من يسئ الاستفادة منه من المغرضين.
ولقد ألجأنا إلى هذا التعرض استشهاد بعض المؤلفين المغرضين بما جاء فيه على اتهامه لهشام بالتجسيم المادي متبجحا بأنه لم يبق في ساحة هذا الاتهام وحيدا بعد أن كان مؤلف كتاب «هشام بن الحكم.» يذهب إلى مثل ما ذهب إليه ، ويقول بنفس مقالته.
بالرغم من أن هذا المغرض لم يمت إلى العلم بصلة ، سوى إنه تعلم على أيدي الأجانب المعادين للإسلام والهادفين إلى إحداث البلابل بين صفوف المسلمين ، ولم يعتمد في كتاباته إلا على مصادر ضعيفة ، ومقدمات سخيفة ، فبنى عليها نتائج موهومة ، تصور أنها حقائق ثابتة ، مدعيا لنفسه عناوين كالدكترة والأستاذية وما أشبه ، مما يحسبه الجاهل شيئا!
فهذا مؤلف كتاب «الصلة بين التشيع والتصوف» مع قربه من مصادر تراث