القابض الباسط :
هو الذي يوسع الرزق ويقدره بحسب الحكمة.
ويحسن القران بين هذين الاسمين ونظائرهما ـ كالخافض والرافع والمعز والمذل ، والضار والنافع والمبدي والمعيد ، والمحيي والمميت والمقدم والمؤخر ، والأول والآخر ، والظاهر والباطن لأنه أنبأ عن القدرة ، وأدل على الحكمة ، قال الله تعالى : «والله يقبض ويبسط» (٦٦) فإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت الصفة على المنع والحرمان وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين فالأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي الله تعالى أن لا يفرد كل اسم عن مقابله ، لما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة.
الخافض الرافع :
هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء ويرفع المؤمنين بالإسعاد. قوله : «خافضة رافعة» أي : تخفض أقواما إلى النار وترفع أقواما إلى الجنة يعني : القيامة.
المعز المذل :
الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ، أو الذي أعز بالطاعة أولياءه فأظهرهم على أعدائه في الدنيا وأحلهم دار الكرامة في العقبى ، وأذل أهل
__________________
أنه متى وجد مسموع فلا بد أن يكون سامعا له ، والعلوم كلها من جهته تعالى ، لأنها لا تخلو من أن تكون ضرورية فهو الذي فعلها ، أو استدلالية فهو الذي أقام الأدلة عليها ، فلا علم لأحد إلا الله تعالى. منه رحمهالله.
(٦٦) البقرة ٢ : ٢٤٥.
(٦٧) الواقعة ٥٦ : ٣.