فناداه القوم. نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا.
وتداكوا على رسول الله وعلى علي وصافقوا بأيديهم ، فكان أول من صافق رسول الله الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس عن آخرهم على [طبقاتهم و] قدر منازلهم ، إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد ، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد ، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله يقول كلما بايع قوم : الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين. وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها» (٦).
وفي رواية عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا.
ثم قال : معاشر الناس ، إن عليا مني وأنا من علي ، خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين.
معاشر الناس ، من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته.
معاشر الناس ، أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ، ولن تؤتى المدينة
__________________
(٦) احتجاج الطبرسي : ٥٥ ، عنه تفسير الصافي ٢ : ٥٣٩ : روضة الواعظين : ٨٩ ـ عنه تفسير البرهان ـ ١ : ٤٣٦ ، وكذا إقبال السيد ابن طاوس عن كتاب النشر والطي / في فضل يوم الغدير : ٤٥٥ اليقين : الباب ١٢٧ ، التحصين : الباب ٢٩ من القسم الأول. ونقله في البحار ٣٧ : ١٣١ ، عن الإقبال وفي ص ٢٠١ ، عن الاحتجاج ، وأشار إلى رواية اليقين.