كان الدين طفلا بتبليغ البالغين ، طفلا كيحيى وعيسى ، فصار بالإسلام كاملا قبل وقت الكمال ، بالغا قبل وقت البلوغ ، فصار الإسلام بولايته بالغا حد الكمال لابسا بردة الجمال مرتديا برداء الجلال ، لما نصب له منبر من الرحال ، ورفع عليه خير الرجال ، نصب رسول الله رجلا ، ورفع عليه رجلا ، وضمه إلى صدره ، وفتح فاه بنشر ذكره ، وكسر سورة أعدائه بإعلائه ، وأخذه بيده ووقفه عند خذه وجر على أعدائه ، وجلا بل أجلا ، وجزمهم جزما وخجلا ، وجرهم جرا ، فالمنبر منصوب ، وصاحبه مرفوع ، فالمنبر منصوب صورة ومعنى ، وصاحبه مرفوع حقيقة وفحوى ، وهو مرفوع ، وعدوه منصوب ، وهو رافع ، وعدوه ناصب ، ليت شعري عدوه ناصب أم منصوب ، ناصب اللقب ، منصوب المذهب ، فيا عجبا من ناصب هو منصوب (١٥).
__________________
(١٥) روض الجنان ٤ / ٤٧.